الافضل دائما

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الافضل


    ما وراء مذابح غزة

    lely
    lely


    انثى
    عدد الرسائل : 97
    العمل/الترفيه : النت
    المزاج : سيء
    تاريخ التسجيل : 26/03/2008

    ما وراء مذابح غزة Empty ما وراء مذابح غزة

    مُساهمة من طرف lely الخميس مارس 27, 2008 12:50 am

    فكرة الإسلام: "العملية العسكرية في غزة لن تحلّ المعضلة ولا أحد يملك حلاً لهذه الدوّامة الفتاكة إلا توازن جديد للرعب".

    هذا جزء من مقال للمراسل السياسي لصحيفة معاريف الإسرائيلية بن كسبيت يصف به ما يجري الآن من غزة .

    و تمثل المذابح الجارية الآن في غزة و التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين أنموذجا مثاليا للقوة الغاشمة اليهودية عندما تعلو في الأرض فلا يوقفها حينئذ شرع سماوي أو أرضي و لا قانون وضعي أو مجرد أخلاق و لا ضمير حينئذ تعلو شريعة الغاب تلك الشريعة التي مارسها حلفاؤهم البروتستانات الإنجيليون عندما رست سفنهم عند شاطئ بلاد أطلقوا عليها أمريكا فأبادوا شعبها بعد أن أذاقوه مر التعذيب و تنوعوا في صنوف القتل و أنواعه و هذا ربما أحد أسرار التعاطف الأمريكي مع اليهود في فلسطين.

    و لكن الشعب العربي المسلم في فلسطين ليسوا هنودا حمرا بل هم عباد الله بإذنه الذين سيذيقون هؤلاء الوحوش البشرية مرارة الهزيمة فيختبئوا وراء الشجر و الحجر .
    و يبقى السؤال الأساسي لماذا هذا التصعيد الإسرائيلي الوحشي ضد الفلسطينيين في غزة ؟
    هل هو تمهيد لاجتياح غزة ؟ و ما علاقته بوصول البارجة الأمريكية كول قبالة السواحل اللبنانية ؟
    للإجابة على هذه الأسئلة يجب دراسة أمرين : الأول هو موقع غزة و حماس في الإستراتيجية الإسرائيلية و الثاني هو إستراتيجية حماس في هذا الصراع .

    أولاً: موقع غزة في الإستراتيجية الإسرائيلية :

    مثل القطاع حتى قبل أن تحتله إسرائيل عام 67 مشكلة كبرى لإسرائيل و زادت المشكلة سوءا مع تولي حماس لحكم للقطاع بالرغم من أن هناك اتجاه في التحليل يرى أن إسرائيل قد كان لها يد ما في الوصول بالقطاع لهذه الحالة و في هذا السياق يلفت نظرنا ما جاء في التقرير الإستراتيجي الصادر عن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والذي يعد أكبر الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية على الإطلاق حيث يعتبر التهديد الذي يمثله قطاع غزة تحت حكم حماس أكبر ثلاث تحديات إستراتيجية تواجه إسرائيل في عام 2008 ويستدرك التقرير فيقول أن هذا التهديد ليس وجودياً لكن ومع ذلك فأنه التهديد الذي يتوجب معالجته على جناح السرعة وقبل أي تهديد آخر.
    و لكن ما التهديدات الأخرى و التي جعلت إسرائيل من خطر غزة وحماس هي الخطر الأكبر؟
    يذكر التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي خطرين الأول :هو المشروع النووي الإيراني و الثاني :إمكانية اندلاع حرب في الجبهة الشرقية والشمالية مع سوريا وحزب الله و بتاء على ذلك فإن إسرائيل على ما يبدو تريد حسم خياراتها مع الطرف الأخطر و القريب منها و هو حماس ثم تتفرغ بعد ذلك للمشاكل الأخرى سواء مع إيران و سوريا وحزب الله .

    ولكن كيف ستتعامل إسرائيل مع التحدي الأكبر ألا وهي غزة ؟

    هناك إستراتيجيتان لإسرائيل في هذه المسألة :

    الأولى عسكرية حيث تعتمد النظرية العسكرية الإسرائيلية على ثلاثة مركبات: الردع الحسم والتحذير المبكر ويناقش في مؤتمر هرتسليا سنوياً كل الموضوعات في إطار تلك النظرية وهذا المؤتمر ينظمه المركز الإسرائيلي العابر للتخصصات وفي مؤتمر هرتسليا السابع الذي انعقد في يناير 2007 أضيف مركب رابع ألا وهو الدفاع ويؤكد على هذه النظرية كتاب صدر في ديسمبر الماضي الحرب عنوانه (أولاً ودائماً! الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي) بأقلام نخبة من أبرز الخبراء والمعلقين العسكريين الإسرائيليين حيث يعرض لتفصيلات الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي المسماة خطة تيفن 2012 والتي من المقرّر أن يبدأ العمل في تطبيقها في مطلع هذا العام 2008 وبحسب ما أعلن الناطق العسكريّ الإسرائيليّ فإن هدف الخطة الرئيس هو بناء الجيش الإسرائيلي وتسليحه وتدريبه من أجل أن يكون في وسعه أن يؤدي مهمته وهي الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها.

    وهذه الإستراتيجية الرباعية جرى تطبيقها على غزة فمن خلال الردع و الحسم و التحذير المبكر والدفاع تجري الحرب الآن على غزة فالصواريخ على سيدروت وعسقلان وغيرها من القرى والمستوطنات الإسرائيلية تفقد إسرائيل ميزة الردع كما إنها تجعل المستوطنين الإسرائيليين عرضة للقتل فيجب الدفاع عنهم و استرجاع إستراتيجية الردع بالحسم و هذا الذي يحدث الآن في غزة حتى لو أدى ذلك الأمر إلى اجتياح غزة و لكن هذا الاجتياح مكلف للغاية و غير معلوم النهاية له حيث يرى المراسل السياسي لمعاريف الإسرائيلية "بن كسبيت" إن العملية العسكرية في غزة لن تحلّ المعضلة ولا أحد يملك حلاً لهذه الدوّامة الفتاكة إلا توازن جديد للرعب وإذ رأى أن تواصل التصعيد من قبل حماس يقرّب العملية شيئاً فشيئاً وأضاف أنها لم تصل بعد لأن الجميع تقريباً يعرفون أنها لن تجلب الحل الحقيقي. فالوضع مركب وليس هناك ما يمكن تجديده هنا. وتساءل بن كسبيت ماذا بعد؟ هل سنبقى هناك أم نخرج؟. ورأى أنه ليس هناك من يريد البقاء أو يستطيع هذه مصيدة موت في مستنقع رملي من النوع الذي أدى إلى انفراط الاتحاد السوفيتي في أفغانستان والولايات المتحدة في فينتام وتابع هل سنخرج من هناك بعد العملية؟ ومن الذي سنسلّمه المفاتيح؟.

    هذا التساؤل مطروح بشدة على إسرائيل لنجاح إستراتيجيتها الرباعية كما أسلفنا و ليس أمام إسرائيل خيار آخر إذا لم تتوقف صواريخ المقاومة إلا الاجتياح المكلف و تسليم السلطة في غزة لعباس.

    ولكن هنا يجيء الخيار السياسي حيث يرى الكاتب عبد العظيم حماد أن إسرائيل تتبنى الآن خيار حصار غزة لتحميل مصر مسئولية غزة عن كاهل الدولة العبرية .

    هذه الإستراتيجية هي إستراتيجية قديمة كانت موجود حتى عام 1967 حين كان لا يسمع أحد عن أي كيان فلسطيني فالفلسطينيين في غزة تحت الإدارة المصرية و هم في الضفة تحت حكم الأردن و الملك حسين و وهو الوضع الذي نجم عنه حرص الأردن ومؤيديها بين العرب وفي الولايات المتحدة وأوروبا على مقاومة أي حديث عن هوية فلسطينية مستقلة وبالتالي عن حق تقرير مصير فلسطيني ومن ثم تحول الصراع حول الهوية الفلسطينية من صراع فلسطيني ـ إسرائيلي إلى صراع عربي ـ عربي وتحول الصراع مع إسرائيل نفسها إلى صراع عربي ـ إسرائيلي يدور بين دول مستقلة.

    ولكن بعد حرب 67 وضم الضفة وغزة برز كيان منظمة التحرير و ظهرت هوية جديدة للفلسطينيين و تنازل الملك حسين تحت الضغط العربي عن طمس الهوية الفلسطينية و هنا برزت المشكلة الفلسطينية بقوة أمام إسرائيل فلم تجد خيارا آخرا سوى التعامل بموجب اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين و لكن مع فشل هذا الطرح و تجاوزته الأيام عادت إسرائيل بقوة لإستراتيجية تجاوز الوجود الفلسطيني و التعامل مباشرة مع دول الجوار العربي و خاصة مصر و الأردن فبدأت بإحكام الحصار حول غزة لجعل مصر مجبرة على تحمل التزامات غزة مرة أخرى و تتفاوض مع إسرائيل في هذا الشأن.

    فالإستراتيجية الإسرائيلية تستخدم الأداة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية الجديدة في تحمل مصر لمسئوليتها في غزة وتبعد عنها شبح إقامة دولة فلسطينية على حدودها بأي صيغة محتملة .
    إن هذا الأمر يستدعي لحماس أن تراجع مواقفها فلماذا الإصرار على إطلاق الصواريخ في معركة خاسرة مع إسرائيل هي فيها الطرف الأضعف بكل مقاييس القوة إن محاولة كسر أو إلغاء استراتيجيات إسرائيل العسكرية و هي الردع و الحسم ليس هذا وقته أو زمانه فإسرائيل في موقف خرجت فيه من تقرير فينوجراد الذي يقيم حربها في لبنان و يدعوها إلى تعزيز هذه الإستراتيجية فهي إذن ليس في موضع استرخاء بل في وضع تحفز لإرجاع هذه الإستراتيجية فلا الإمكانيات أو الظروف أو أدوات الصراع تساعد على ذلك و لا البيئة الداخلية المنقسمة أو البيئة الإقليمية المشلولة أو البيئة الدولية المتآمرة تمكن حماس من تحقيق إستراتيجيتها الحالية و الخلاصة يمكن القول أن الصراع الدائر حول غزة هو صراع إرادات أو استراتيجيات :

    إرادة من يريد استمرار المقاومة حين تعجز السياسة عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الاستقلال فيؤكد على الرد و جعل المبادرة في يديه .و إرادة من يريد استمرار نظرية الردع و الإصرار على أن يدفع الطرف المقاوم الثمن ليس وحده و لكن رجال و مقاومين و من أنجبوهم من الأهالي و المدنيين العزل .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 9:47 am